كانت فرنسا المرشحة الأوفر حظاً للتأهل عن مجموعتها عندما سحبت قرعة نهائيات كأس العالم جنوب أفريقيا 2010 FIFA، لكنها منيت بفشل ذريع. عانى منتخب الزرق من الصراعات الداخلية ليودع جنوب أفريقيا بالسرعة التي حل فيها وفي جعبته نقطة واحدة وحسب. نالت أوروجواي والمكسيك بطاقتي المجموعة المؤهلتين الى الدور ثمن النهائي لأن الطرف الرابع في هذه المجموعة كان المنتخب الجنوب أفريقي: ولأول مرة في تاريخ العرس الكروي الأهم على الإطلاق يودع البلد المضيف من الدور الأول.
الترتيب النهائي
1. أوروجواي، 7 نقاط
2. المكسيك، 4 نقاط، +1
3. جنوب أفريقيا، 4 نقاط، -2
4. فرنسا، نقطة واحدة
ماذا حدث
أوروجواي: بقيادة لاعب في قمة عطائه وهو دييجو فورلان، بدا منتخب "لا سيليستي" في أداء تصاعدي خلال الدور الأول. وتميز منتخب "شارواس" من الناحيتين الدفاعية والهجومية على حد سواء، وبدأ مشواره بإجبار فرنسا على الإكتفاء بالتعادل (0-0)، قبل أن يضرب بقوة في مواجهة جنوب أفريقيا المضيفة (3-0) ثم تفوق على المكسيك (1-0). وهذا الأداء التصاعدي يمكن أن يخوله الذهاب بعيداً في هذه البطولة.
المكسيك: إذا كان منتخب "تريكولور" يتمتع بترسانة هجومية ملفتة، فيجب عليه أن يتحسن من ناحية إنهاء الهجمات. وينتظر الجميع من جيوفاني دوس سانتوس وكارلوس فيلا وجييرمو فرانكو وخافيير هرنانديز وأندريس جواردادو أن يكونوا على الموعد منذ الدور ثمن النهائي. لأنه ورغم حصول منتخب بلادهم على 40 هجمة في ثلاث مباريات، لم يجد "الأزتيكس" طريقهم الى الشباك سوى ثلاث مرات، وكان أحد الأهداف من نصيب المدافع رافايل ماركيز وأخر من ركلة جزاء.
جنوب أفريقيا: إحصائية محزنة، لأن بافانا بافانا أصبح أول منتخب مضيف لكأس العالم FIFA يودع من الدور الأول. لكن رغم ذلك، سيبقى هذا الحدث عالقاً في أذهانهم. أولاً، لأنهم كانوا يؤمنون بقدرتهم على التأهل على المباراة الأخيرة التي تألقوا فيها وفازوا على فرنسا (2-1)، ثم لأن البطولة كشفت النقاب عن لاعبين مميزين مثل إيتوميلينج كوني وسيفوي تشابالالا أو كاتليجو مفيلا.
فرنسا: لم يشهد منتخب "تريكولور" تشكيلة مخيبة لهذه الدرجة منذ فترة طويلة. عجز المنتخب الفرنسي عن تحقيق أي فوز في مبارياته الثلاث، لكنه حقق نتيجة "أفضل" من تلك التي حققها في كوريا الجنوبية/اليابان 2002 وهي أنه سجل على الاقل هدفاً وكان من نصيب فلوران مالودا. لكن الإنهيار بدأ من خلف الكواليس قبل أرضية الملعب ولعبت الصراعات الداخلية دورها في تقييض أداء مجموعة كانت في الأصل هشة وبعد حملة تصفيات صعبة للغاية أيضاً. حان الوقت للمنتخب الفرنسي من أجل الإنتقال إلى مرحلة أخرى.
لحظات لا تنسى
مرحباً بالأوروجواي المعاصرة
"أردنا أن نظهر وجهاً هجومياً. نريد أن نكون أسرع وأكثر ذكاء. إنه فريق يتغذى من الإندفاع الى الهجوم". يعرف منتخب أوروجواي منذ فترة طويلة بشخصيته القتالية، لكن "لا سيليستي" إكتشف اليوم عشقاً جديداً للعب الهجومي. أربعة أهداف في أربع مباريات، ونحن ننتظر المزيد!
"العجوز" بلانكو
كان استدعاء كواتيموك بلانكو بمثابة المفاجأة لأنه أصبح عن 37 عاماً أكبر لاعب يخوض نهائيات كأس العالم FIFA مع المنتخب المكسيكي. وقد سجل بلانكو هدفاً في المرمى الفرنسي من ركلة جزاء، ثم لعب أساسياً في المباراة التالية أمام أوروجواي.
عاصفة رعدية تضرب سوكر سيتي
مرت 55 دقيقة على إنطلاق المباراة الإفتتاحية لكأس العالم 2010 FIFA وكانت المكسيك تسيطر على مجريات مباراة جوهانسبرج أمام جنوب أفريقيا عندما مرر كاجيشو ديكجاكوي كرة في العمق لسيفوي تشابالالا، فتوغل لاعب وسط كايزر تشيفس بسرعة حتى حدود المنطقة قبل أن يسدد كرة صاروخية في زاوية المرمى المكسيكي، مسجلاً أحد أجمل الأهداف في البطولة حتى الآن.
الجميع في الحافلة!
بعد الإهانات التي وجهها نيكولا أنيلكا لمدربه خلال إستراحة شوطي المباراة بين فرنسا والمكسيك، طلب من الهداف الفرنسي أن يترك المنتخب سريعاً. وفي اليوم التالي، قرر زملاؤه مقاطعة الحصة التمرينية والبقاء داخل حافلة المنتخب. ومن المؤكد أنها ليست الظروف المثالية للتحضير لمباراة مصيرية...
الرقم
0- إنه عدد الأهداف الذي دخل مرمى أوروجواي في المباريات الثلاث خلال الدور الأول، وهو إنجاز لم ينجح "سيليستي" بتحقيقه في السابق. مع الإشارة أيضأ الى أنها المرة الأولى منذ 1954 التي تنجح فيها أوروجواي في إنهاء الدور الأول في صدارة مجموعتها.
الكلمة الأخيرة
"لم نكن نملك السلوك اللازم من أجل تخطي الدور الأول. أريد أن اعتذر بإسم جميع اللاعبين. سنتحدث في ما بيننا. من الصعب التعايش مع ما حصل. لسنا فخورين بما قمنا به ولا أعرف كيف سنتمكن من مسامحة أنفسنا،" لاعب وسط فرنسا فلوران مالودا.
