اعتقد المتتبعون أن المجموعة الأكثر تحدثا باللغة الأسبانية في نهائيات كأس العالم جنوب أفريقيا FIFA 2010 ستكون محطة عبور سهلة لأبطال أوروبا نحو دور الستة عشر. لكن الأمور لم تكن بالسهولة المنتظرة بالنسبة لأبناء فيسنتي دل بوسكي، إذ عانوا الأمرين قبل ضمان تذكرة العبور بمعية المنتخب التشيلي. فيما احتل منتخبا سويسرا وهندوراس المركزين الأخيرين في المجموعة، وغادرا النهائيات مبكراً.
الترتيب النهائي
1- إسبانيا، 6 نقاط، +2
2- تشيلي، 6 نقاط، +1
3- سويسرا، 4 نقاط
4- هندوراس، نقطة واحدة
ماذا حدث
أسبانيا: لم يتوقع المتتبعون أن تكون مسيرة كتيبة الماتادور صعبة في هذه المجموعة، لكن الهزيمة المفاجأة في الموقعة الإفتتاحية ضد سويسرا عقدت أمور أبناء دل بوسكي، وجلعت أيامهم الأولى في جنوب أفريقيا عصيبة. ثم استرجعت كتيبة لافوريا روخا الثقة في النفس بعد الفوز على هندوراس في المباراة الثانية. وحسم أصدقاء دافيد فيا أمر التأهل في النزال الأخير ضد تشيلي رغم الصعوبات التي واجهوها من أجل فرض سيطرتهم الميدانية والتحكم المطلق في الكرة، وتمكنوا في الختام من المرور إلى دور الستة عشر في المركز الأول كما كان منتظراً.
تشيلي: مضت 48 سنة دون أن يفوز منتخب تشيلي في أي مباراة في النهائيات، لكنه كسر هذه القاعدة، وانتصر مرتين في جنوب أفريقيا. ثم خاض موقعة أسبانيا بعد أن حسم إلى حد بعيد أمر التأهل، وأثبت رغم الهزيمة أنه منتخب كبير وقادر على مقارعة الكبار. ويعود فضل المعجزة التشيلية للداهية مارسيلو بييلسا، الذي تمكن من إعداد فريق هجومي، قوي من الناحية البدنية، وقادر على فرض ضغطه الخانق على أي خصم. وسيواجه التشيليون في دور الستة عشر الكتيبة البرازيلية التي أخرجت إيفان زامورانو ورفاقه من نفس الدور في نهائيات فرنسا 1998.
سويسرا: بعد أن فجر المنتخب السويسري المفاجأة في الموقعة الأولى وألحق الهزيمة بنظيره الأسباني، رشحه الكثيرون لمواصلة التألق وبلوغ دور الستة عشر. لكن القوة الدفاعية لم تكن كافية لأبناء جبال الألب، إذ تعذر عليهم بلوغ شباك الخصوم إلا أمام لافوريا روخا، وسيغادرون الدورة بأربع نقاط بعد أن اهتزت شباكهم مرة واحدة.
هندوراس: شكّل هذا المنتخب أضعف حلقة في هذه المجموعة، لكنه عكر احتفالات السويسريين وأخرجهم من الدور الأول بتعادله معهم في الموقعة الأخيرة. كما شكلت كتيبة الكاتراتشوس خصماً عنيداً للمنتخب التشيلي، ولم تنهزم أمامه إلا بهدف يتيم. وصمدت طويلاً في وجه الإعصار الإسباني وكانت قاب قوسين أو أدنى من مفاجأته، لكنها عانت من عقم هجومي غريب. وقد بدا هذا الأمر جليا في الموقعة الأخيرة ضد سويسرا، حيث عجز أبناء رينالدو رويدا عن تسجيل الأهداف رغم الفرص العديدة التي سنحت لهم.
لحظات للذكرى
هداف تاريخي: استطاع دافيد فيا تسجيل ثلاثة أهداف حتى الآن في هذه الدورة، وقد تربع بذلك على عرش هدافي نهائيات جنوب أفريقيا 2010 FIFA (مناصفة مع الأرجنتيني جونزالو هيجواين)، وأصبح أفضل هدافي المنتخب الأسباني في تاريخ المونديال. لكنه لن يتوقف بكل تأكيد عند هذا الحد، وسيحاول تحطيم الرقم القياسي الذي يحتفظ به راؤول وهو 44 هدافاً.
عودة ميمونة: بعد 12 سنة من الغياب عن نهائيات كأس العالم FIFA، عاد المنتخب التشيلي إلى أم البطولات متألقاً، وتمكن من إحراز انتصارين واضعاً حداً لانتظار دام 48 سنة.
فوز تاريخي: "سيبقى الفوز على أسبانيا ذكرى خالدة في الأذهان، لن يُنسى أبدا، سنخرج من هذه الدورة بذكريات لا تنسى،" هكذا وصف المدرب أوتمار هيتسفيلد فوز منتخبه على أسبانيا. إذ تلاقى المنتخبان في 19 مناسبة، وهذه هي المرة الأولى التي يفوز فيها أبناء جبال الألب على كتيبة الماتادور.
إقصاء مشرف: خرج منتخب هندوراس مرفوع الرأس من ثاني مشاركة له في المونديال، رغم أن البعض توقع له في البداية أن يكون بوابة التأهل لمنتخبات المجموعة. إذ لم تتعرض كتيبة الكاتراتشوس لأي هزيمة قاسية، واستطاعت الوقوف ندا للند أمام خصوم أكثر قوة ومراسا (أبطال أوروبا وأصحاب المركز الثالث في تصفيات منطقة أمريكا الجنوبية ، بل كادت أن تخرج منتصرة على سويسرا في المباراة الأخيرة لولا غياب التركيز.
الرقم
559: هو الرقم القياسي الجديد الذي حققه المنتخب السويسري في نهائيات كأس العالم، حيث حافظ على نظافة شباكه طوال 559 دقيقة، وتجاوز بالتالي الرقم القياسي السابق الذي كان بحوزة المنتخب الإيطالي.
الكلمة الأخيرة
"يعتقد الكثيرون أن المهمة قد انتهت. لكننا لا نتعامل مع الأمور بهذه الطريقة، سنحتفل بمواصلة المسيرة في هذه البطولة، وسنبذل أقصى جهدنا من أجل الإستمرار،" مدرب منتخب تشيلي مارسيلو بييلسا.