تزخر كتيبة بوب برادلي المشاركة في كأس العالم FIFA 2010 بالمواهب الهجومية الاستثنائية، حيث يُتوقع أن يواجه المدرب مشكلة على صعيد اختيار الأسماء التي ستقود الخط الأمامي بالنظر إلى كثرتها والتي لا تقتصر على نجوم الصف الأول المشاركين في التشكيلة الأساسية، بل تمتد إلى دكة الاحتياط. وبالنظر إلى أنه لطالما تم اتهام منتخب اليانكيز بالافتقار إلى المهارات في عمق الهجوم، فإن حظوظه لم تكن كبيرة قبيل انطلاق البطولة بالمضي قُدماً فيها، وبخاصة بعد خسارة خدمات دينامو الهجوم تشارلي ديفيز نتيجة إصابة ألمّت به، ووقوع خيار برادلي على ضم أسماء مغمورة نوعاً ما.
وقد ظهر حتى الآن على خط الهجوم في مسيرة الأمريكيين المشرفة والمظفرة التي أوصلتهم إلى الدور الثاني، كلٌّ من روبي فيندلي نجم نادي ريال سالت ليك، والقناص هركوليز جوميز المحترف في الدوري المكسيكي، وإدسون بادل أفضل هدافي الدوري الأمريكي الممتاز، حيث لعبوا دوراً هاماً في ما يحققه أبناء بوب برادلي من إنجازات على المستطيل الأخضر. وبعد أن واجه المدرب الكثير من الانتقادات عندما أعلن عشية النهائيات عن استبعاد المهاجم المخضرم براين تشينج، يبدو أن رهانه بدأ يؤتي ثماره. ولا يظهر على الميدان الفراغ الذي خلفه ديفيز بعد حادث سير خطير تعرّض له، خاصة وأن هذا المهاجم الفذّ كان له فضلٌ كبيرٌ في اقتناص منتخب اليانكيز لقب وصيف البطل في كأس القارات FIFA العام الماضي.
وفي تصريح خصّ به موقع FIFA.com، قال جوزي ألتيدور الذي كان المهاجم الوحيد الذي شارك ضمن التشكيلة الأساسية في مباريات الولايات المتحدة الأمريكية الثلاثة في الدور الأول: "لدى المدرب خيارات واسعة على الخط الأمامي، ولذلك فهو ينتقي الأسماء المناسبة في كل مباراة بحسب الظروف التي تواجهنا. لدينا الكثير من اللاعبين الذين يمكن إشراكهم من دكة الاحتياط وبإمكانهم تغيير إيقاع المباراة. يعكس هذا جيداً مدى قوة تشكيلتنا."
يُذكر أن رأس حربة نادي هال سيتي الإنجليزي استهلّ مشوار أمريكا في البطولة باللعب جنباً إلى جنب مع زميله فيندلي في المباراة الأولى أمام إنجلترا. وكذلك كان الأمر عندما تداركت كتيبة بوب برادلي الموقف وعدّلت النتيجة بعد أن كانت متأخرة بهدفين دون رد أمام سلوفينيا في المباراة التي شهدت مشاركة جوميز إثر دخوله بدلاً من فيندلي بين الشوطين. وفي اللقاء الحاسم أمام الجزائر، وقع خيار المدرب على ألتيدور وجوميز ليخوضا المباراة منذ دقيقتها الأولى والتي انتهت بفوز رفاق لاندون دونوفان بهدف نظيف كان كافياً ليضمن لهم بطاقة التأهل إلى مراحل خروج المغلوب للمرة الأولى منذ عام 2002.
إننا فريق قويّ، ونملك لاعبين ممتازين يمكنهم إحداث الفارق بعد الدخول من دكة البدلاء إن كنا بحاجة لهم
جوزي ألتيدور
لكن الأمر الغريب هو أن أياً من مهاجمي المنتخب الأمريكي لم يتمكنوا من هز الشباك في المشوار الكروي الذي تضمّن حتى الآن تعادلين وانتصاراً واحداً، وبالنسبة لألتيدور، الذي هدف التعادل الغالي لزميله مايكل برادلي في الدقائق الأخيرة من موقعة سلوفينيا، يكمن السبب في عدم اقتناص المهاجمين أي هدف حتى الآن إلى المواهب الهجومية التي يملكها لاعبو خط الوسط مثل لاندون دونوفان الذي تألق في هدف الفوز على الجزائر، وكلينت ديمبسي الذي اقتنص الهدف الرائع من خطأ فادح للحارس الإنجليزي روبرت جرين في أولى مباريات المجموعة.
وأضاف ألتيدور الذي يبدو سعيداً بأنه كثيراً ما يُرجع الكرة إلى لاعبي خط الوسط الذي سرعان ما يضطلعون بمهمة الهجوم: "إننا نقوم بمداورة الكرة كثيراً عندما نبني هجماتنا. يمكن ملاحظة ذلك بشكل واضح من خلال هدف الفوز على الجزائر. كنتُ أركض من موقعي كمهاجم، بينما كان كلٌّ من ديمبسي ودونوفان حاضرين لإكمال المهمة بنجاح."
وعندما سُئل ابن العشرين ربيعاً عمّا إذا كان تغيير شركائه على خط الهجوم عند انطلاق المباريات يمثل أي مشكلة بالنسبة له، سارع بالإجابة بالنفي على ذلك، ثم أضاف قائلاً: "لا يغير هذا الأمر بالنسبة لي أي شيء، لأني أدرك جيداً أني سأحصل على مساعدة قيمة جداً من أي شخص سينضم إليّ في المقدمة، سواء كان زميلاً مهاجماً أم لاعبين آخرين مثل لاندون وكلينت للمساندة على الجناحين."
وبالنظر إلى الحاجة الملحة لهدف يضمن الفوز في اللقاء مع محاربي الصحراء، دفع المدرب برادلي بنصف دزينة من لاعبيه إلى الخط الأمامي في ثورة أمريكية حقيقة على أرض الملعب في سبيل هزّ الشباك، حيث شارك في الهجوم كلٌّ من ديمبسي ودونوفان وألتيدور وبادل ولاعب خط الوسط المهاجم بيني فيلهابر وحتى الظهير السريع والمخضرم داماركوس بيزلي.
يتجه إذاً مدرب الكتيبة الأمريكية إلى الدور الثاني لمواجهة المنتخب الغاني، ممثل القارة الأفريقية الوحيد المتبقي، وهو يدرك جيداً أن خياراته واسعة في مقدمة الملعب. وبالنظر إلى أن جميعهم شاركوا في مباريات مرحلة المجموعات، فإن الاستعانة بأي منهم في أية مرحلة من المباراة ستكون بمثابة ضخ روح قتالية حقيقية إلى هذه الكتيبة النارية خلال الرهانات المقبلة التي لا ينفع فيها سوى الفوز.
واختتم ألتيدور حديثه مؤكداً أنه سيفتتح سجل تهديفه قريباً في جنوب أفريقيا 2010 بعد أن كان أفضل هداف أمريكي في التصفيات التأهيلية: "إننا فريق قويّ، ونملك لاعبين ممتازين يمكنهم إحداث الفارق بعد الدخول من دكة البدلاء إن كنا بحاجة لهم. وهذا أمرٌ في غاية الأهمية في بطولة مثل كأس العالم."