كان المنتخب الأمريكي يُعاني الأمَرَّين أمس محاولاً تجرّع مرارة الهزيمة التي كانت ختاماً لمشوار ناجح في جنوب أفريقيا انتهى بغير ما تشتهيه السفن الأمريكية، عندما سجلت غانا هدف الفوز في الوقت الإضافي من المباراة التي استضافتها مدينة روستنبرج ليلة السبت.
فبعد أن تلقى المرمى الأمريكي هدفان أتى أولهما عند بداية اللقاء والثاني بُعيد انطلاق الشوط الإضافي الأول، كانت آثار الصدمة بادية على وجوه أبناء بوب برادلي. صحيحٌ أن مجريات المباراة كانت متشابهة إلى حدٍّ بعيد مع سابقاتها التي خاضتها كتيبة اليانكيز في مرحلة المجموعات، إلا أن النتيجة النهائية التي أفضت إليها كانت مختلفة تماماً.
وقال الحارس المتألق تيم هوارد معلقاً على المباراة: "كان جسراً أطول من أن نقطعه. ليس بإمكاننا أن نستمر في تسجيل أهداف عجائبية،" وذلك في إشارة منه إلى الشهرة التي اكتسبها الأمريكيون بأنهم ملوك تعديل نتائج المباريات حيث خرجوا بهدف لمثله من المباراة مع إنجلترا بعد أن سبقهم منتخب الأسود الثلاثة بالتهديف عند انطلاق المباراة، ومن ثم هزّوا شباك سلوفينيا مرتين بعد أن كانت غلتهم خالية من الأهداف، بينما سجلوا هدف الفوز في الدقائق الأخيرة من اللقاء الذي جمعهم مع المنتخب الجزائري ليقتنصوا بطاقة التأهل عن المجموعة الثالثة إلى الدور الثاني.
ومع تسجيل الغاني كيفن برينس بواتينج الهدف الأول لغانا في مباراة الأمس بعد خمس دقائق فقط من انطلاقها، بدا وكأن مجريات اللقاء تسير في الاتجاه نفسه بالنسبة للأمريكيين عندما حوّل لاندون دونوفان ركلة جزاء إلى هدف التعادل في الشوط الثاني. لكن هدف أسامواه جيان الرائع في الدقيقة الثالثة والتسعين وضع الأمريكيين في موقع لا يُحسدون عليه أبداً دون أن يكون أمامهم الكثير من الوقت لتكرار السيناريو وتعديل النتيجة.
وقال قائد الفريق كارلوس بوكانيجرا: "لا يمكننا أن نستمر في بدء المباريات على هذا الشكل." يُذكر أنه وإلى جانب مباراة الأمس في ملعب رويال بافوكنج، دخل شباك وصيف بطل كأس القارات هدفان مبكران في مباراتيه أمام إنجلترا وسلوفينيا في الدقيقتين الرابعة والثالثة عشرة على التوالي. وأضاف بوكانيجرا: "حاولنا مراراً وتكراراً أن نستعيد زمام المبادرة ونسجّل مجدداً لكن الحظ خاننا هذه المرة. أعتقد أننا بذلنا كل ما أوتينا من قوة، لكن ذلك لم يكن يومنا."
كان جسراً أطول من أن نقطعه. ليس بإمكاننا أن نستمر في تسجيل أهداف عجائبية.
تيم هاوارد
أما لاعب خط الوسط المغوار مايكل برادلي فقد أقرّ أن مباراة الدور الثاني تسير في الاتجاه نفسه الذي كانت عليه اللقاءات السابقة، حيث قال: "سمحنا مجدداً بدخول هدف مبكر إلى مرمانا، وكعادتنا قاتلنا في سبيل التعديل. وعندما أصبحت النتيجة 1-1، اعتقدتُ أننا امتلكنا زمام الأمور وأن بإمكاننا المضي قُدماً وتحقيق النصر. سنحت لنا فرصٌ جيدةٌ، لكننا لم نتمكن من ترجمتها إلى أهداف. لكن تجرّع هدفٍ عند انطلاق الشوط الإضافي الأول كان أمراً صعباً جداً."
يُذكر أن الهدف الثاني كشف نقطة ضعف قاتلة في صفوف الدفاع الأمريكي، حيث قال الكابتن بوكانيجرا عن الكرة الطويلة التي أرسلها أندري أيوه إلى أسامواه جيان: "لم أدرك حقيقة تلك التمريرة الطويلة ـ ربما كانت محاولة لإبعاد الكرة عن مرمى غانا. لكنها شكّلت فرصة ذهبية لهم وكان من السهولة بمكان أن يُسجلوا منها هدفاً. إنه أمرٌ مخيب للأمل. لقد سمحنا بدخول الكثير من الأهداف إلى شباكنا في وقت مبكّر من مبارياتنا في هذه البطولة."
وبدوره، بدا الحارس المتألق هوارد مستاء من الطريقة التي تم فيها تسجيل هدف الفوز، حيث قال "إنه لأمرٌ محبطٌ فعلاً أن نصل إلى هنا في البطولة ونسمح بدخول مثل هذا الهدف إلى شباكنا. كان لاعبو غانا يصولون ويجولون في منطقة دفاعنا وسجلوا هدفين بسرعة كبيرة. وإذا نظرنا إلى أفضل المنتخبات، فإننا سنجد أنها سجّلت أهدافاً بالفعل ولكنها بذلت جهوداً كبيرة في سبيل تحقيق ذلك. أما نحن فلم يتطلب الأمر من خصمنا الكثير ليقوم بذلك."
لكن كلاً من بوكانيجرا وشريكه في قلب الدفاع جاي ديميريت قالا أنهما قانعان بأن النجوم السمراء لم تنجح في خلق الكثير من الفرص، وأن الحظ السيئ هو الذي تسبب بعودة فريقهما إلى دياره. حيث قال ديميريت: "سجل المنتخب الغاني هدفين من الفرصتين الحقيقيتين الوحيدتين له في المباراة. وبالنظر إلى أني ألعب على خط الدفاع، فإن مهمتي تتمثل بتقييد فرص الخصم. اعتقدتُ أنني قمت بذلك على أكمل وجه، لكن يبدو أنهم استغلوا نقطة ضعفنا. إنه أمرٌ مخيب للأمل بالطبع. فلو نجحنا في تحييد هاتين الفرصتين، لما كان باستطاعتهم تسجيل أي هدف ولما كان بمقدورهم الفوز وهو ما كنا نطمح إليه بطبيعة الحال. لكن الكرة تخترق الصفوف في بعض الأحيان، وعلى المرء التعايش مع هذه الحقيقة.
