يقولون لنا بأن المشجعين وليس اللاعبين من يشعر بالقلق حيال التاريخ لكن من الصعب أن لا تشعر بشبح الماضي في ملعبي فري ستايت وسوكر سيتي حيث نجحت ألمانيا والأرجنتين في معاقبة خصمين مألوفين مجدداً خلال مواجهتي دور ال16 اليوم في طريقهما لضرب موعد مع بعضهما في الدور ربع النهائي.
أي مواجهة بين ألمانيا وإنجلترا تحمل معها ذكريات المباريات السابقة التي جمعت الطرفين وكان هناك شعور مألوف غير مرحب به لفريق فابيو كابيلو في بلومفونتين. فازت إنجلترا بمواجهة البلدين خلال نهائي كأس العالم 1966 FIFA لكن ألمانيا ردت إعتبارها من الإنجليز منذ حينها. من المكسيك 1970، إيطاليا 1990 وكأس أوروبا 1996 UEFA، والآن بإمكاننا أن نضيف جنوب أفريقيا 2010 بعد موقعة دور ال16 التي تلقى خلال الإنجليز أسوأ خسارة لهم في العرس الكروي العالمي.
حملت المباراة بين ألمانيا إنجلترا صفة المواجهة بين الشباب والخبرة - وكانت الغلبة لعنصر الشباب وسقط عامل الخبرة. لم تجد إنجلترا الجواب للتعامل مع سرعة فريق يواكيم لوف وتمريراته المتقنة، وتأكد ذلك من خلال الهدفين اللذين سجلهما توماس مولر في الشوط الثاني بعد أن أنهى هجمتين مرتدتين بسرعة البرق، لتحقق ألمانيا أكبر إنتصار لها على خصمتها اللدودة. وفي ما على الإنجليز أن يجدوا طريقة مختلفة للفوز على أحد أكبر الدول الكروية في الأدوار الإقصائية من البطولة الكروية الأهم على الإطلاق – وهو أمر لم ينجحوا في تحقيقه حتى الآن دون عامل أفضلية الملعب – فأن اللغز بالنسبة للمكسيكيين هذه الليلة هو كيفية تخطي حاجز دور ال16.
لم ينجحوا في تحقيق هذا الأمر إلا عندما إستضافوا كأس العالم FIFA وكما حال إنجلترا، فإن منتخب "ال تري" إختبر شعوراً مألوفاً بالغرق والسقوط أمام الأرجنتين، كما حدث معهم في المرحلة ذاتها عام 2006. وخلافاً لتلك المواجهة التي كانت متقاربة جداً والتي حسمتها الأرجنتين بعد التمديد، فإن مباراة اليوم كانت في قبضة رجال دييجو مارادونا إذ تقدموا مع نهاية الشوط الأول 2-0. ثم ضرب كارلوس تيفيز ليسجل أجمل أهداف اليوم قبل أن يمنح الشاب خافيير هرنانديز المكسيك بريق أمل للمستقبل بعد أن سجل هدف الشرف بطريقة مميزة.
قد يكون ليونيل ميسي لم يجد طريقه الى الشباك حتى الآن لكن زميله جونزالو هيجواين إنتزع الصدارة في سباق الحصول على حذاء أديداس الذهبي بتسجيل هدف الأرجنتين الثاني في سوكر سيتي، مسجلاً هدفه الرابع في البطولة. إضافة الى ذلك، أصبح "لا البيسيلستي" في صدارة المنتخبات الأكثر تهديفاً حتى الآن برصيد 10 أهداف – أمام الألمان بهدف واحد. هذه الإحصائية تبشر بالخير للمواجهة المرتقبة بينهما يوم السبت المقبل، والتي ستكون إعادة لمواجهة برلين عام 2006 عندما تواجها في الدور ربع النهائي، وخرج الألمان فائزين حينها بركلات الترجيح. ستبحث الأرجنتين عن تحقيق ثأرها، لكن كما بإمكان إنجلترا أن تقول لهم، فإن التخلص من أشباح الماضي ليس بالأمر السهل عندما يكون الألمان متواجدين.
النتائج
ألمانيا 4-1 إنجلترا
الأرجنتين 3-1 المكسيك
هدف اليوم
الأرجنتين 3-1 المكسيك، كارلوس تيفيز، الدقيقة 53
إستلم الكرة على بعد خمس ياردات من منطقة الجزاء، وحاول المهاجم الأرجنتيني أن يشق طريقه بين لاعبين مكسيكيين. الكرة إرتدت من المدافع، لكن، وبعد أن فشل عبر إستخدام السلاسة، نجح تيفيز عبر القوة فأطلق كرة صاروخية لا تصد في الزاوية البعيدة لمرمى أوسكار برافو.
للذكرى
ترك فرانك لامبارد نهائيات 2006 بسجل غير مرحب به وهو أنه كان اللاعب الأكثر تسديداً على المرمى دون أن يسجل أي هدف. "أن الهامش الذي يفصل بين النجاح والفشل على هذا المستوى هو أقل من سمك الشعرة"، هذا ما كتبه في سيرته الشخصية. واليوم لم يكن يوم لاعب الوسط على الإطلاق، وهو الذي وجد طريقه الى الشباك بشكل منتظم مع فريقه تشيلسي لكن يبدو أنه من غير المقدر له أن يسجل هدفاً في الحدث الكروي العالمي الأهم على الإطلاق.
مقولة اليوم
"أريد أن أهدي هذا الفوز لصديقي فالنتينو روسي الذي يمر بوعكة صحية،" مدرب الأرجنتين مارادونا يبعث برسالة للإيطالي سائق الدراجات الذي يعاني من شرخ مضاعف بساقه اليمنى.
رقم اليوم
15- تأهلت ألمانيا الى الدور ربع النهائي للمرة الخامسة عشرة على التوالي في كأس العالم FIFA بعد تغلبها على إنجلترا. 15 هو أيضاً عدد الأهداف التي سجلت في دور ال16 حتى الآن – الأهداف التي سجلت في المباريات الأربع التي لعبت حتى الآن في هذا الدور معادلة لمجموع الأهداف التي سجلت في المباريات الثماني عام 2006.
صوت الجمهور
"ماذا نقول؟ لمسة كلوزه الأخيرة، موهبة مولر في إيجاد المساحات الخالية، دفاع لام الصلب، تمريرات أوزيل وتركيزه... مباراة رائعة - أثبتت ألمانيا نفسها اليوم للكثيرين،" Lococabbage، مستخدم على موقع FIFA.com
شارك برأيك
هل سيكون بإمكان الأرجنتين الثأر لخسارتها أمام ألمانيا عام 2006؟
