يعد الأرجنتيني كارلوس تيفيز مقاتلاً كبيراً. فقد تميز بنضاله وكفاحه الطويل على امتداد مسيرته الكروية، إذ لم تكن مسيرته مفروشة بالورود عندما بدأ رحلته مع المستديرة الساحرة في فويرتي أباتشي، بمدينة بوينوس آيرس. وها هو اليوم نجم مانشستر سيتي يرد الاعتبار لنفسه ويكتب اسمه بأحرف من ذهب ضمن سجل نجوم الألبيسيليستي في أول مونديال تستضيفه القارة السمراء.
وقبل انطلاق موقعة افتتاح المجموعة الثانية أمام نيجيريا، كان المدرب الأسطورة دييجو أرماندو مارادونا قد صرح قائلاً: "من المستحيل عدم إشراكه في التشكيلة الأساسية. ماذا عساي أن أفعل؟ إنه يتمتع بمستوى خارق للعادة. إنه يتمتع بإصرار وعزيمة قل نظيرهما."
ولم يُخيب ابن السادسة والعشرين ظن مدربه فيه، حيث صرح هداف موقعة ثمن النهائي أمام المكسيك من جهته قائلاً: "لقد قمت بالتحضير أفضل من أي وقت مضى لكي أكون على أتم الاستعداد، ولحسن الحظ بدأت تظهر النتائج فوق الميدان. لقد أظهرت للجميع أني لم أكن في عداد الموتى."
وبالفعل، ظهرت النتائج على أرض الواقع وبشكل باهر، حيث سجل "إل أباتشي" هدفين تاريخيين في شباك التريكولور، ليؤكد أنه بات اليوم واحداً من ألمع نجوم الألبيسيليستي في نهائيات جنوب أفريقيا، وهو الذي كان قد أكد، قبل ثلاثة شهور فقط، عدم جاهزيته للانضمام إلى كتيبة المنتخب الأرجنتيني.
وافتتح تيفيز حصة التسجيل في موقعة سوكر سيتي بضربة رأسية، حيث قام بإتمام هجمة بدأها ليونيل ميسي، ليعود مرة أخرى لإضافة الثالث بتسديدة صاروخية متقنة بمنتهى الروعة. وبعد تسلم جائزة رجل المباراة، علق نجم مانشستر سيتي على أدائه أمام كتيبة الأزتيك بالقول: "كنت أحتاج لخوض مباراة كهذه. لقد قال لي دييجو (مارادونا) أنه يفضل أن ألعب أكثر كمهاجم ونصحني بألا أعود إلى الخلف كثيراً كما لو كنت لاعب وسط ميدان. وعلى أية حال فإن المساعدة في بناء الهجمات أمر غريزي لي."
وقد فعل تيفيز كل شيء قبل أن يحل محله خوان سيباستيان فيرون، حيث سجل هدفين وساهم في بناء الهجمات ومد زملاءه بكرات جيدة. لكنه ربما لم يكن راضياً على استبداله، نظراً للمستوى العالي الذي ظهر به هذه الليلة، وقد علق على لحظة خروجه بالقول: "لم يكن علي أن أعبر عن استيائي من خلال قسمات الوجه، لكن لا أحد يريد أن يتم تعويضه عندما يكون في أحسن حالاته. أغتنم هذه الفرصة لكي أعتذر علناً، لأني رفاقي لا يستحقون أن أفعل ذلك أمامهم."
حان وقت الثأر؟
يعتبر كارليتوس أحد اللاعبين القلائل الذين مازالوا في التشكيلة الأرجنتينية التي خاضت نهائيات ألمانيا 2006. لكن رد الاعتبار لتيفيز لا يتمثل في المباراة القادمة أمام المانشافت، بل إنه يكمن في الحصول على فرصة لعب دقائق أكثر من تلك التي خاضها قبل أربع سنوات.
وقد صرح صاحب القميص رقم 11 في هذا الصدد: "أنا أفدي نفسي دفاعاً عن هذا القميص، حيث أبذل الغالي والنفيس فوق أرضية الملعب. إنني أمر بأفضل حالاتي مع المنتخب وأتمنى أن يدوم ذلك لأطول وقت ممكن. ستكون مباراة جيدة أمام الألمان، لكن يجب علينا ألا نخوضها بعقلية الانتقام، بل يجب أن نلعب بهدوء وأن نتعلم من أخطاء 2006."
وبدوره، أكد نيكولاس بورديسو أن تيفيز "بإمكانه أن يجد الحل في المباريات من خلال عملية واحدة فقط،" وهو ما أوضحه حارس المكسيك أوسكار بيريز بحسرة كبيرة حين قال أن كارليتوس "حسم الموقف بهدف رائع اليوم."
