خاضت كتيبة المكسيك موقعة ثمن النهائي مرة أخرى، وواجهت الأرجنتين مرة أخرى، لكنها عجزت عن بلوغ حلم المباراة الخامسة من جديد. فودع منتخب التريكولور دورة جنوب أفريقيا 2010 دون تحقيق هدف طال انتظاره، ألا وهو الوصول إلى دور الثمانية. حيث لم يتمكن من الاحتفال بهذا الإنجاز إلا سنتي 1970 و1986، عندما استضافت بلاد الأزتيك أم البطولات.
لقد كانت الآمال الموضوعة على عاتق هذه الكتيبة كبيرة، لاسيما في وجود لاعبين شباب مهرة وآخرين ذوي خبرة كبيرة وسبق لهم خوض تجربة المونديال في أكثر من مناسبة. وقد أعطى المزج بين هذين الجيلين أسلوب لعب سريع وذكي قادر على إزعاج أقوى الخصوم، ولم يفتقر المكسيكيون في هذه الدورة إلا لبعض الحظ.
وقد أوضح كابتن منتخب الأزتيك، رافائيل ماركيز، في حوار حصري مع FIFA بعد الإقصاء قائلا: "لقد لعبنا بشكل جيد. قدمنا الكثير من التضحيات وبذلنا جهدا كبيرا، لكننا افتقدنا القوة الهجومية، وربما بعض الحظ أيضا". بينما سار كارلوس سالسيدو في نفس المنحى، وقال عن موقعة دور الستة عشر: "تحتاج كرة القدم لبعض الحظ أيضا، وقد كان الحظ في هذه المباراة إلى جانب الأرجنتين".
لحظات لا تنسى
افتتح المكسيكيون مباريات دورة جنوب أفريقيا أمام البلد المضيف، وشهد ذلك النزال سيلا من الفرص الضائعة من الجانبين، وانتهى بالتعادل 1-1. وقد خلف أداء كتيبة الأزتيك بعد تلك الموقعة الارتياح والإعجاب.
ثم حسن رجال خافيير أجيري مردودهم الهجومي بعض الشيء في الموقعة الثانية ضد فرنسا، وتمكنوا من الفوز 2-0 على وصيف بطل دورة ألمانيا 2006. إذ نجح المدرب المكسيكي في استغلال دكة بدلائه، وجاء الهدفان بفضل لاعبين دخلا الموقعة بعد بدايتها: الشاب خافيير هيرنانديز والمخضرم كواوتيموك بلانكو.
بعد ذلك لاقى المكسيكيون منتخب أوروجواي في الجولة الأخيرة من مباريات المجموعة الأولى، لكنهم فشلوا في اختراق السيليستي، وانتهت الموقعة بفوز فورلان ورفاقه 1-0. رغم ذلك تمكنت كتيبة الأزتيك من ضمان تذكرة التأهل إلى دور الستة عشر، رغم أنه تأهل "بطعم المرارة" كما اعترف بذلك جيوفاني دوس سانتوس بعد ذلك النزال.
الأرجنتين ولعنة الأقدار
تأكد المكسيكيون بعد التأهل بساعات قليلة من مواجهة الأرجنتين في دور الستة عشر مرة أخرى. واستحضروا ذكريات موقعتي كأس القارات ألمانيا FIFA 2005 وثمن نهائي كأس العالم ألمانيا FIFA 2006، التي انتهت بعد اللجوء للشوطين الإضافيين.
ورغم إدراك رجال خافيير أجيري لصعوبة المهمة أمام الألبيسيليستي إلا أنهم دخلوا النزال وهم واثقون من قدرتهم على تحقيق المفاجأة. إذ أكد سالسيدو حظوظ منتخبه قبل النزال قائلا: "إذا استعددنا بشكل جيد، يمكننا إلحاق الضرر بهم". لكنه أوضح بعد الإقصاء والحسرة بادية على محياه: "لسوء الحظ، هذه هي كرة القدم. يتكرر هذا الأمر في كل مونديال (في إشارة إلى عدم بلوغ المباراة الخامسة)، لكن يجب علينا مواصلة العمل".
وحافظ ماركيز على التفاؤل رغم الإقصاء، حيث قال: "أتمنى أن يحقق المنتخب هذا الهدف. يجب علينا مواصلة العمل بجد وبثقة في قدرات لاعبينا الشباب، وأن نأمل تغير هذا الأمر في المستقبل".
لذلك ستغادر الكتيبة المكسيكية جنوب أفريقيا بعد أن تعلمت الكثير من الدروس، وبأمل في أن يكون مستقبلها أفضل كما أشار إلى ذلك ماركيز. إذ أن لديها ترسانة من اللاعبين الشباب الذي يلعبون في أكبر الأندية الأوروبية، على غرار خافيير هيرنانديز، المنتقل حديثا لمانشستر يونايتد ومسجل هدف المكسيكيين الجميل في مرمى أبناء مارادونا. حيث أكد هداف التريكولور الشاب ضرورة التفكير في المستقبل حين قال: "هذه واحدة من النقاط المهمة التي سنحتفظ بها بعد هذه المشاركة، يقوم المنتخب بعمل جيد للغاية بدءا من الفئات الصغرى، ولاشك أن هذا الأمر سيعطي ثماره في المستقبل".
