أعرب لاعبو السيليساو وجهازه الفني عن امتعاضهم من مباريات دور المجموعات بسبب اعتماد الخصوم على التقوقع الدفاعي، وإحجامهم على الهجوم، وانتظارهم لمبادرات البرازيليين. إذ عقدت هذه الإستراتيجية مهمة الأماريلينيا، وحرمتها من الإستفادة من أهم خاصيات أسلوب دونجا، والمتمثلة في الهجمات المضادة السريعة والمنظمة.
ورغم ذلك تمكن المنتخب البرازيلي يوم الاثنين من الظهور بصورته المعهودة أمام تشيلي، وأمتع الجماهير بالهجمات المعاكسة الخاطفة. إذ يشكل هدفا السيليساو الثاني والثالث، اللذان أحرزهما كل من لويس فابيانو وروبينيو، مثالين صريحين عن الأسلوب البرازيلي الجديد، الذي ما كان ليؤتي ثماره لولا خروج التشيليين نحو الهجوم.
وقد أوضح كاكا، الذي سلم كرة الهدف الثاني للويس فابيانو، بعد هذا الفوز في حوار مع موقع FIFA.com قائلاً: "لقد أظهر منتخب تشيلي أنه فريق يلعب الكرة حتى في مواجهة السيليساو. وقد مكننا هذا الأمر في بعض اللحظات من مساحات فارغة، وأظهرنا أن الهجوم المضاد واحد من أهم مميزاتنا."
لم يكن سيناريو هذه الموقعة مغايراً لما جرى في آخر مواجهتين بين البرازيليين والتشيليين ضمن تصفيات منطقة أمريكا الجنوبية. إذ تمكنت الكتيبة البرازيلية من الحصول على الكثير من الفرص السانحة للتسجيل، كما حدث في موقعتي سانتياجو وسالفادور اللتين انتهتا بفوز السيليساو 3-0 و4-2، لأنه واجه خصماً مستعداً للتقدم نحو الهجوم.
ورغم ذلك لم يمتعض أبناء مارسيلو بييلسا، ولم يعبروا عن الحسرة أو الندم بعد هذه الهزيمة. حيث أقر جونزالو خارا لـFIFA: "سيكون الرجوع إلى الدفاع بمثابة تنازل عن أسلوب طالما اعتمدنا عليه، سيكون تنازلاً عن الأسلوب الذي جعل العالم بأسره يتحدث عن تشيلي." ثم أضاف مدافع فريق وست برومويتش ألبيون الانجليزي: "إن الهجوم سمة أساسية من سماتنا، ولا يمكننا التخلي عليه أيا كان الخصم. إنه جزء من فلسفتنا."
أما الحارس كلاوديو برافو، فقد أشار إلى أن الوقت قادر على تعليم المنتخب التشيلي ضرورة الحيطة والحذر على المستوى الدفاعي في بعض المناسبات، لا سيما في مواجهة قوة كروية مثل البرازيل، وقال: " نمتلك مجموعة شابة، واحدة من أصغر المجموعات في هذا المونديال. أعتقد أن بإمكاننا تطوير بعض الأمور في الدورات القادمة، من قبيل تعزيز قدرتنا على الدفاع بشكل أفضل، أو على الأقل بشكل مختلف. لقد أحكمنا سيطرتنا على الكرة في الدقائق الثلاثين الأولى، لكننا نواجه البرازيل، وما أدراك ما البرازيل. إذ تمكنوا من تسجيل الهدف الأول، ثم بعد ذلك الهدف الثاني، وأصبح أداؤنا سيئاً."
واضطلع راميريز بدور مهم في الهجمات المضادة البرازيلية رغم أن مشاركته في موقعة إيليس بارك لم تتأكد إلا في اللحظات الأخيرة. إذ عوض هذا اللاعب زميله فيليبي ميلو المصاب، وأظهر قدرة خارقة على الإنتقال بالكرة والتحكم فيها، كما حدث في الهدف البرازيلي الثالث. حيث انطلق راميريز بسرعة ومهارة، وسلم الكرة على مشارف مربع العلميات لروبينيو المتحرر من الرقابة. وقد أوضح لاعب وسط ميدان فريق بينفيكا في حوار حصري مع FIFA.com بعد هذا الفوز: "لا شك أن التحكم في الهجمات المضادة أمر هام بالنسبة لمنتخب مثلنا، لكن هذا الأمر لا يشكل نقطة قوتنا الوحيدة. حيث أظهرنا قدرة هائلة على التحكم في المباراة، وتمكنا من التقليل من خطورتهم." ثم أعرب عن استيائه لحصوله على بطاقة صفراء ستحرمه من المشاركة في موقعة دور الثمانية ضد هولندا، وقال: "إنه أمر محزن. لقد تأثرت كثيرا بذلك، لكني أعرف جيدا قوة هذا الفريق، وأتمنى أن يضمن رفاقي تذكرة التأهل وأن أكون بجانبهم من جديد في المربع الذهبي."
وستكون مباراة دور الثمانية لا محالة مناسبة لإظهار قوة البرازيليين في الهجمات المضادة السريعة، لاسيما بالنظر لاعتماد الهولنديين على ثلاثة لاعبين في الهجوم، شأنهم في ذلك شأن منتخب تشيلي. لكن كاكا علق على هذا الأمر بحذر حين قال في حوار مع FIFA.com: "يتعين علينا دراسة أسلوب لعب الهولنديين واكتشاف طريقة لعبهم أولاً. ربما ستكون هذه المباراة مناسبة للإعتماد على هذه الخطة."
