يستهلّ بعض اللاعبين مبارياتهم على مقاعد البدلاء لأن المدربين يفضّلون استخدامهم كلاعبين منقذين أو لأنهم بدلاء للمهاجمين النجوم. لكن عندما يدخلون أرض الملعب ويسجّلون أهدافاً حاسمة لتغيير الواقع. ينظر FIFA.com في أداء "البدلاء المنقذين" منذ انطلاق كأس العالم جنوب أفريقيا 2010 FIFA.
هناك 15 لاعباً مختلفاً منذ انطلاق المسابقة؛ رجالٌ يستجيبون لنداء مدربيهم لإنقاذ الفريق وأمضوا نحو ربع ساعة في المباراة على المستطيل الأخضر قبل أن يلعبوا دور المنقذ.
ويحمل التشيلي رودريجو ميار الرقم القياسي في هذه النسخة، إذ احتاج لأقل من دقيقة ليترك بصمته في المباراة ضد أسبانيا، ما سمح لبلاده بإنعاش آمالها في تسجيل هدف التعادل في الشوط الثاني قبل خسارة اللقاء. ودخل الفرنسي فلوران مالودا بين الشوطين في مباراة جنوب أفريقيا وانتظر حتى الدقيقة 70 ليسجل هدفاً لبلاده، لكنه عجز عن تحيق الفوز مع رفاقه. والتشيلي الآخر مارك جونزاليس، الذي دخل في نفس التوقيت خلال مباراة سويسرا، انتظر أقل من نصف ساعة ليهرع إلى نجدة تشيلي ويمنحها الفوز. وقال لاعب سيسكا موسكو الروسي مغتبطاً حول هذا الأمر "أي شيء أجمل من الفوز وتسجيل الهدف الحاسم؟"
هذه الوقائع توصف أحيانا بـ"التغيير الموفّق"، وهذا يعني إدخال لاعب يتمتع بلياقة جيدة أمام آخرين متعبين في وقت قد يتمكّن فيه من صنع الفارق. كان مدرب الأرجنتين دييجو مارادونا حادّ الذهن عندما زجّ في مباراة اليونان بـمارتن باليرمو في الدقيقة 80. وسجل "أل لوكو" هدفاً وضمن فوز بلاده 2-0 بعد تسع دقائق على دخوله. يقول مارادونا: "بالنسبة لمارتن، حصل شيء جنوني. قبل قرار التبديل كنت أناقش الأمر مع مساعدي. قالوا لي أن أنزل جونزالو هيجواين... قلت: حقاً؟ استدعوا مارتن. نفع هذا الأمر. قبل دخوله قلت له: هيا اذهب واحسم لي هذه المباراة. لا أكثر ولا أقل."
وكان ابن السابعة والثلاثين سعيداً جداً بعد المباراة حيث قال: "أنا سعيد، هذا الهدف شكّل لي أجمل لحظة في حياتي. لا يُقدّر بثمن! لم أفكر أنني قادر على التسجيل لأنني دخلت لمدة عشر دقائق وكانت المباراة مقفلة. لكن الحظ ابتسم لي مرّة جديدة. لا يمكنني سوى أن أشكر دييجو مارادونا. أنا ممتنٌ له إلى الأبد لمنحي هذه الفرصة."
أبطال آخرون واجهوا الفرصة ذاتها وتمكّنوا من إغراق أخصامهم. فهكذا تمكّن الأسترالي بريت هولمان من إنهاء أحلام صربيا عندما سجّل هدف بلاده الثاني، لأن ماركو بانتيليتش أيضاً الذي دخل في الدقيقة 67 عرف طريق المرمى لمصلحة صربيا في الدقيقة 84. حتى شينجي أوكازاكي الذي دخل في الدقيقة 74، سجّل الهدف القاتل لليابان في مرمى الدنمارك (3-1) في الدقيقة 87. وبنتيجة 2-1 تمكّنت هولندا من التغلّب على الكاميرون بفضل كلاس يان هونتيلار بعد 24 دقيقة على دخوله بديلاً، عندما تابع كرة مرتدة من القائم سدّدها أريين روبن الذي دخل بدوره قبل دقائق!
وفي دائرة الفعالية القصوى، برزت مشاركة السلوفاكي كميل كوبونيك الذي دخل في مواجهة إيطاليا حاملة اللقب وتمكن من إقصائها بعد دقيقتين من نزوله (89). وكان هذا الهدف أكثر أهمية من التي نجح في تحقيقه البديل الإيطالي فابيو كوالياريلا إذ سجّل في الدقيقة 92 هدف تقليص الفارق إلى 2-3.
وأحياناً، لا يسجّل سوى البدلاء. حيث أدركت المكسيك ذلك بعدما هزمت فرنسا 2-0 بفضل براعة خافيير هرنانديز وكواتيموك بلانكو اللذين دخلا إلى أرض الملعب قبل 9 و17 دقيقة على التوالي.
وفتحت جنوب أفريقيا 2010 الباب أمام البدلاء ومنحتهم الثقة من خلال إبراز قدراتهم. وكان كاكاو منذ دقيقتين فقط على أرض الملعب عندما سجّل في مرمى أستراليا حيث كانت ألمانيا تتقدم 3-0 آنذاك. وتركت كوريا الشمالية المهاجم البرتغالي ليدسون يسجّل بعد أربع دقائق على دخوله، وسالومون كالو بعد 18 دقيقة، في وقت كانت البرتغال تتقدّم عليها 4-0 وكوت ديفوار 2-0.