* أسم: ريناردو رويدا
* البلد: كولومبيا
* تاريخ الميلاد: 16 ابريل 1957
السجل التدريبي
* كولومبيا (COL) : من 2005 إلى 2006
إذا أردنا الحديث عن رينالدو رويدا فلن يكون من الإنصاف أن نكتفي بذكر أنه يحظى بشعبية كبيرة واستثنائية في هندوراس. فقد كتب هذا المدرب الكولومبي اسمه بأحرف من ذهب في تاريخ كرة القدم بهذا البلد على إثر نجاحه في التصفيات المؤهلة لكأس العالم FIFA لتشارك هندوراس في أكبر بطولة كروية في العالم للمرة الثانية في تاريخها بعد غياب دام 28 سنة.
وفي سبيل تحقيق هذا الحلم لم يقتصر عمل المدرب الدؤوب على الناحية الكروية المحضة، بل تجاوز ذلك إلى الجانب النفسي بهدف تغيير حظ الفريق الذي لطالما كان يضم نجوماً من ذوي المهارات العالية، ولكنه كان يحقق نتائج مخيبة للآمال. فقد أعلن منذ البداية أن الإنضمام للمنتخب لن يكون إلا بالعمل والمثابرة، وأن الجيل الجديد من لاعبي هندوراس سيكون قادراً على منازلة أي منافس مهما كان حجمه.
والحقيقة أن المدرب الكولومبي كان محقاً، إذ حالفه الحظ في العثور على جيل من اللاعبين الموهوبين في جميع المراكز، وتمثلت مهمته في صهر قدراتهم الفردية في خدمة الجماعة لتفادي أخطاء الماضي.
وقاد المدرب الكولومبي منتخب هندوراس في نحو خمسين مباراة، ما بين مباريات بطولة الكأس الذهبية والمباريات الودية والتصفيات، دون أن تغيب عن ناظريه نهائيات جنوب أفريقيا 2010 FIFA. وشهدت المسيرة بعض الكبوات الحزينة، إلا أن الغلبة كانت للإنجازات السارة. فقد حقق الفريق ثلاثة انتصارات على المكسيك، وفوزاً ساحقاً وتاريخياً على كوستاريكا، بالإضافة إلى الفوز في المباراة الأخيرة من التصفيات على السلفادور. وحدها الولايات المتحدة تمكنت من الصمود أمام الروح القتالية المدهشة التي أبداها منتخب هندوراس في تصفيات كأس العالم الأخيرة.
ويستخلص من جميع هذه الإنتصارات أن رويدا لا يعتمد على الإرتجال ولا يفوز مصادفة. ورغم أنه لم يحترف أبداً لعب كرة القدم، إلا أنه كان يتوق منذ الصبا لأن يصبح مدرباً، فحصل على شهادة في التربية البدنية قبل أن يتابع دراساته العليا في جامعة كولونيا الألمانية. وبدأ مسيرته التدريبية مديراً فنياً لفريق كورتولوا وأنقذه من هبوط محقق، ثم درب نادي ديبورتيفو كالي، وبعده نادي مدلين، قبل أن يتولى تدريب الفئات العمرية الصغرى للمنتخب الكولومبي. وبفضل النتائج الجيدة التي حققها مع الفرق الصغرى للمنتخب عيّن مديراً للطاقم الفني لفريق الكبار، وكان قاب قوسين أو أدنى من التأهل إلى نهائيات ألمانيا 2006.
ويمزج رويدا في خططه التدريبية بين الإنضباط التكتيكي للاعبين والعمل على رفع روحهم المعنوية. ولا غرابة في أن يتفق لاعبو منتخب هندوراس على أن المدرب الكولومبي أنعش روح كرة القدم في هندوراس وعلمهم كيف يثقون بأنفسهم.
ويلعب المدرب دائماً بخطة 4-4-2 ولو أنه في بعض الأحيان يضطر إلى استبدال بعض اللاعبين بآخرين وفق الميزات التي يبحث عنها استجابة لمتطلبات وظروف مواجهة الخصم. فعندما استضافوا المكسيك على سبيل المثال في المرحلة النهائية من التصفيات، راهن المدرب بلاعبين ذوي نزعة هجومية، على عكس مباراة الذهاب على ملعب الأزتيك التي ركز فيها أكثر على الدفاع بطريقة 4-4-2.
وخلاصة القول أن رويدا يعد من ألمع المدربين الذين سيشاركون في نهائيات جنوب أفريقيا 2010 FIFA. وسيتوقف مدى نجاح منتخب هندوراس في هذه البطولة بشكل كبير على المؤهلات التكتيكية لمدربه، كما سيتعين على مدربي أسبانيا وتشيلي وسويسرا بذل مجهود كبير إذا كانوا يرغبون في التغلب على ذكاء هذا المدرب ووضوح رؤيته.
