عاد منتخب هندوراس إلى العرس الكروي الكبير هنا في جنوب أفريقيا ليودع البطولة بخيبة أمل كبرى. فبعد أن استطاع أبناء أمريكا الوسطى انتزاع المركز الثالث من كوستاريكا في تصفيات منطقة أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي CONCACAF والتأهل لأم البطولات إثر فوز مذهل على الفريق المكسيكي العنيد، توقعت الجماهير في البلاد التي مزقها الصراع السياسي في الآونة الأخيرة تحقيق نتائج إيجابية، إلا أن الفريق أنهي مرحلة المجموعات بنقطة واحدة قادته لحزم حقائبه مبكراً ليعم الحزن أرجاء البلاد. وفي حديث له مع موقع FIFA.com عقب تعادل منتخب بلاده مع سويسرا 0-0 في بلومفونتين، صرح نجم هندرواس الأول ويلسون بالاسيوس، لاعب توتنهام، قائلاً: "عقب خسارتنا لمباراتين متتاليتين هنا في جنوب أفريقيا، أصبح التعويض أمراً صعباً". فقد استطاعت كتيبة الكاتراتشوس في مباراة الأمس أن تحقق النقطة الأولى في نهائيات 2010 والتي وصفها بالاسيوس بأنها مدعاة للفخر.
ففي هذا الصدد يقول نجم توتنهام "لقد نجحنا في استعادة الروح في المباراة الثالثة"، في إشارة منه إلى مباراتهم ضد المنتخب السويسري، الذي استطاع الفوز على المنتخب الأسباني، بطل أوروبا، في افتتاح مباريات المجموعة الثامنة، إلا أن الحظ عانده ليودع البطولة برفقة نظيره الهندوراسي. ويواصل بالاسيوس حديثه، وهو يشعر بالألم لأن فريقه لم يستطع هز الشباك في جنوب أفريقيا، قائلاً "لم يكن الأمر سهلاً لأننا كنا محبطين قليلاً، وإذا وضعنا هذا في الاعتبار فيمكنك القول بأن التعادل كان في النهاية نتيجة مرضية".
لقد كانت هذه المغامرة الثانية بعيدة كل البعد عن أول مشاركة للفريق في نهائيات 1982 التي استضافتها أسبانيا، إذ استطاع منتخب هندوراس آنذاك أن يذهل الجميع بتعادله مع أصحاب الأرض 1-1 ثم تكرار نفس النتيجة أمام أيرلندا الشمالية قبل أن يودع البطولة عقب خسارة صعبة بنتيجة 1-0 أمام المنتخب اليوغوسلافي. ورغم أن النتائج لم تصب في صالح أبناء رينالدو رويدا في أول نهائيات تستضيفها القارة الأفريقية، إلا أن الفريق ظهر بصورة جيدة أمام فرق من أفضل فرق العالم. ففي المباراة الأولى ضد المنتخب التشيلي، استطاع رفاق أمادو جيفارا مجاراة أبناء مارسيلو بييلسا الذين استطاعوا تحقيق الفوز بهدف جاء عن طريق جان بوسجور عقب مرور 30 دقيقة من بداية اللقاء. وفي مباراتهم ضد الماتادور الأسباني، فقد الفريق توازنه ليخسر 2-0 في مباراة كادت أن تنتهي بنتيجة ثقيلة حيث وضح تأثر الأبيض والأزرق بتقدم أعمار لاعبيه.
فالفريق يضم مجموعة من اللاعبين تمثل البطولة بالنسبة لهم المشاركة الأولى والأخيرة في كأس العالم FIFA. ويأتي على رأس هؤلاء اللاعبين المهاجم المحنك كارلوس بافون، هداف منتخب بلاده على مر العصور، وقائد الفريق أمادو جيفارا واللاعب المتألق في القارة البيضاء دافيد سوازو. ويواصل بالاسيوس، لاعب الوسط القوي والفتي المدلل لدي جماهير توتنهام في ملعب وايت هارت لين، حديثه مع FIFA.com قائلاً "تلك هي المشاركة الثانية لبلدنا في كأس العالم، لذا يجب علينا أن نعترف أننا في مرحلة التطوير، فلن تصبح بطلاً بين عشية وضحاها، إن الأمرَ مؤلم للغاية ويبدو محزنا أن نحزم حقائبنا عائدين إلى أرض الوطن دون أن نظهر للعالم كله أفضل ما لدينا".
وبتحذير مستقبلي يواصل اللاعب البالغ من العمر 25 ربيعاً، والذي قاد مجموعة من اللاعبين الأكفاء لتأهل غير متوقع، حديثه قائلاً "يجب علينا أن نعود الآن، ولكن الفترة التي قضيناها هنا في كأس العالم في جنوب أفريقيا جعلتنا متعطشين لتحقيق المزيد".
