كان يمكن قراءة الخيبة على وجوههم. لقد غادر لاعبو ومدربو ومسؤولو منتخب سلوفينيا ملعب نلسون مانديلا باي في بورت اليزابيث الاربعاء مطأطئي الرأس، فعلى الرغم من الخسارة 1-0 امام انجلترا، لم ينقصهم سوى دقيقتين ليحققوا حلم التاهل الى دور ثمن النهائي، لكن لسوء حظهم، فإن الهدف الذي سجله لاندون دنوفان في الوقت بدل الضائع من مباراة الولايات المتحدة والجزائر وضع حداً لآخر آمالهم.
وإعترف ماتياش كيك بعد الخسارة التي عنت الخروج "لا أستطيع أن أقول لكم بماذا شعرت. عندما علمت بأن الولايات المتحدة سجلت هدفاً، كنت محبطاً للغاية". بالطبع، كان المدرب السلوفيني يؤمن حتى النهاية بقدر فريقه ويقول "ماذا تريدون، انها اللعبة. في الرياضة، لا يمكن التكهن مسبقا ماذا سيحصل".
نقص الخبرة
لو إنتهت مباراة الولايات المتحدة والجزائر بالتعادل، لكانت سلوفينيا إحتفلت بتأهلها للمرة الاولى الى الدور الثاني. بدل ذلك، اضطر المنتخب الى حزم حقائبه بعد دورالمجموعات، كما كانت الحال عام 2002. وقال قائد الفريق روبرت كورن "من الصعب ايجاد الكلمات في هذه الظروف. لقد بذلنا قصارى جهودنا وكافحنا حتى النهاية في مواجهة فريق من العيار الثقيل".
طوال المسابقة، برهن المنتخب السلوفيني عن إرادة وتصميم كبيرين. لكن بالنسبة الى كثير من النقاد، فإن رجال المدرب كيك دفعوا ثمن قلة خبرتهم. لم يتمكن هذا المنتخب الذي لا يشارك عادة في البطولات الكبرى من إقنتاص الفرصة المتاحة أمامه على المسرح الكبير. لا شك وأن المنتخب يشعر بالندم لأنه أهدر الفوز على الولايات المتحدة عندما تقدم على منافسه بهدفين نظيفين قبل أن يدرك المنتهب الامريكي التعادل 2-2.
فخور بلاعبيه
وقال ماركو سولر مدافع الفريق "المنتخب شاب وانا واثق بأنه سيتخطى هذا الفشل". وبالفعل فإن نواة هذا المنتخب يبلغ معدل أعماره 26 عاماً ومعظم لاعبيه يلعبون سوياً منذ إنضمامهم الى منتخب دون 15 عاما. لا شك بأن هذا العامل يحفز تفاؤل اللاعبين ويتابع سولر "انا واثق من اننا سنخوض بطولات كبرى سويا، ولا شك بأن التجربة التي إكتسبناها في جنوب أفريقيا ستعود علينا بالنفع جدا".
وكان لسان حال المدرب كيك الذي استلم منصبه عام 2007 مماثلا عندما قال "أنا فخور من هؤلاء الشبان، بالطبع في الوقت الحالي نحن محبطون، لكني آمل ان يعي اللاعبون بسرعة الانجاز الذي حققوه".
قدرات هائلة
يأمل كيك بأن يكون "الدوليون الحاليون مثلى عليا لأجيال المستقبل. إنهم يتطورون في كل يوم، وفي وقت قريب سيكونون قادرين على الذهاب بعيدا أكثر". لا شك بأن مدرب المنتخب السلوفيني يأمل بأن يُعطى هذا الفريق حقه في بلاده.
وختم "لقد إكتشفنا قدرات هائلة في صفوف هذا المنتخب خلال كأس العالم. ويتعين علينا أن نصقلها بأفضل طريقة ممكنة، يجب أن نستغل هذا الامر. سنعود. اما الآن فنستيطع العودة الى الديار ورؤوسنا مرفوعة. هذا الجيل لديه مستقبل رائع امامه".