قد تكون مدينة مانجونج/بلومفونتين هي الأقل شهرة من بين المدن المستضيفة لكأس العالم 2010 FIFA، ولكن أنظار العالم كله اتجهت إليها في آخر مباراة جرت على أرضها في تلك البطولة الكبرى بين إنجلترا وألمانيا.
وظلت هتافات "ألمانيا" و"إنجلترا" تتردد بين جنبات ملعب فري ستيت الذي اكتظ بالمتفرجين، وفي شوارع المدينة، بينما راحت الجماهير تلوح بالأعلام الإنجليزية والألمانية التي رفرفت على أصوات الفوفوزيلا.
لقد كانت تلك المباراة التي فازت بها ألمانيا 4 – 1 حدثاً لم يشهد سكان المدينة مثيلاً له.
ويقول كلاوديو كيستو، الذي يزور المدينة كثيراً ويعيش في كيمبرلي القريبة منها: "ألمانيا وإنجلترا اثنان من أكبر المنتخبات في العالم. هناك الكثير من اللاعبين الموهوبين في كلا الجانبين، وشيء مذهل بالفعل أن يلعب فريقان مثلهما هنا. وكما ترى من الجو المحيط بالملعب، إنه ليس مجرد حدث كبير بالنسبة لبلومفونتين".
كما قالت أليس بولا التي تقيم في بلومفونتين إنها لن تنسى هذه المناسبة أبداً: "هذه المباراة هي واحدة من أكبر المباريات التي أقيمت في بلومفونتين. ونحن نشعر بامتنان شديد لكوننا جزءاً من مثل هذا الحدث الكبير. وبمرور الوقت سيكون هذا جزءاً من تاريخنا الأفريقي ولن ننساه أبداً".
وقالت بولا أيضاً إنها استمتعت بالجو الذي ساد بحضور آلاف مشجعي كرة القدم من الألمان والإنجليز الذين شكلوا الجزء الأكبر من الجمهور: "حقيقةً لا أعرف ماذا أقول – إنهم أناس رائعون. إنهم ظرفاء وكانت الطريقة التي يغنون بها في الملعب ممتعة بالفعل".
وهي تأمل أن يجتذب نجاح مانجونج/بلومفونتين في استضافة كأس العالم مزيداً من السياح إلى المدينة: "لم يكن الناس يعرفون الكثير عن بلومفونتين لأنها مدينة صغيرة. أما الآن فسوف يأتينا عدد أكبر من السياح لأنهم رأوا ما نحن قادرون على فعله وما يمكننا أن نقدمه للجميع".
أما المشجعون الألمان المبتهجون الذين تقدم فريقهم إلى دور الثمانية فقد تحدثوا بكل حماس عن التجربة التي عاشوها في المدينة وفي البلد ككل.
حيث قال أليكس ليمارد، الذي قطع رحلة طويلة من بافاريا ليشجع فريقه في كأس العالم: "كان أمراً رائعاً. الناس هنا كلهم ودودون للغاية. الكل يبتسم والكل يساعد. لا يجد المرء ذلك في وطنه في أوروبا".
واتفق معه كوني كروهر، الذي جاء من ألمانيا إلى جنوب أفريقيا منذ أسبوعين وزار بورت إليزابيث وجوهانسبرج وديربان وبلومفونتين حتى الآن: "كان الجو العام عظيماً. الإنجليز يفوقوننا عدداً بلا شك، وهم يصنعون احتفالاً كبيراً، ولكني أعتقد أن الألمان يصنعون احتفالاً كبيراً أيضاً. كما إن هناك السكان المحليين – أراهم يهتفون فرحاً عندما تسجل ألمانيا هدفاً وأراهم يهتفون فرحاً أيضاً عندما تسجل إنجلترا هدفاً، وأعتقد أن ذلك شيء رائع وفريد للغاية".