كان جيوسيبي بيرجومي صرحاً من صروح كرة القدم، وخاض هذا القائد الميداني الذي تميز بالقدرة على اللعب في أي مركز من مراكز الدفاع، أربع كؤوس عالم FIFA بين 1982 و1998، ونال اللقب مع المنتخب الإيطالي في أسبانيا 1982.
علاوة على ذلك، يعتبر "لو زيو" (العمّ) مثالا للوفاء بعدما خاض 758 مباراة مع إنترناتسيونالي ميلانو، فريق عمره، منها 519 مباراة في دوري الدرجة الأولى و117 في مختلف المسابقات الأوروبية.
وهو أيضا نموذج للعمر المديد في الملاعب لأنه بعد بدايته مع المنتخب في 14 أبريل/نيسان 1982 لم يتركه إلا في تلك العشية التي خرج فيها الفريق من الدور ربع النهائي لكأس العالم 1998 في فرنسا مسجلا في رصيده 81 مباراة دولية وستة أهداف.
ومنذ أن وضع بيرجومي حذاء كرة القدم جانباً، عمل معلقا على التلفزيون الإيطالي، يقدّم تحليلات كروية يشهد الجميع لأهميتها.
وهنا يحلل في حديث إلى FIFA.com النصف الأول من جنوب أفريقيا 2010 ويستعيد محطات من مسيرته الاستثنائية.
ما رأيك في التنظيم وفي البنية التحتية لأول كأس عالم FIFA يتم تنظيمها في أفريقيا؟
إنها مفاجأة سارّة. الكل هنا لطيف جداً. لقد حُفظت الدروس المستقاة من كأس القارات ولم تحصل اي مشكلة. إنها كأس عالم جيدة.
ومن الناحية الرياضية حصراً؟
لم نشهد مباريات كبيرة في الدور الأول، وفي المقابل أحببت كثيرا مباراة البرازيل – تشيلي في دور ثمن النهائي، المباريات التي تنتهي بخروج الخاسر ستكون مثيرة أكثر، كذلك أعجبني لعب فريق أوروجواي الذي غيّر أسلوبه، وعموماً، كانت فرق أمريكا الجنوبية الأبرز.
كيف تفسّر الصعوبة التي وجدتها الفرق الأوروبية في اللعب بمستوى جيد خارج قارتها؟
قد تكون هناك عوامل عدة: إنه الشتاء في جنوب أفريقيا، ويجب أيضاً التكيّف مع الارتفاعات. يضاف إلى ذلك ان الموسم في أوروبا كان طويلاً. ومن المؤكد أن الفرق الأمريكية الجنوبية تكيّفت أكثر مع هذا النوع من المناخ، كذلك، نظام التصفيات الخاص بها ذو المجموعة الوحيدة تنافسي أكثر من حيث خلوّ المجموعة من الفرق الضعيفة، في الواقع ليس لديّ تفسيرات أخرى للصعاب التي واجهتها غالبية الفرق الاوروبية. ولكن علينا التنبه إلى أن كاس العالم لم تنته بعد.
هل من فريق معيّن أعجبك؟
إضافة إلى الفرق التي سمّيتها أحببت كثيرا الفريق الألماني، بعد بضع سنوات صعبة نرى فريقا شابا يلعب كرة القدم بطريقة جيدة.
ما رأيك في الفشل الإيطالي؟
وقعنا في مجموعة اعتُبرت بالغة السهولة الأمر الذي أعطانا شعورا بأننا قادرون دائما على التعويض، لكني لم أكن أتوقع هذا السقوط الذي يعتبر الأكبر في تاريخنا بلا شك، كنت أخال أننا سنصل إلى ربع النهائي على الأقل.
هل يتحمّل دفاع المنتخب الإيطالي مسؤولية هذا الفشل؟
المسألة ليست مسألة دفاع فحسب، هناك خيارات أجريت لم تنجح، الفريق كان هرِماً، والآن يجب إعادة البناء.
من هو اللاعب الذي لفت نظرك أكثر من غيره منذ بداية الدورة؟
من دون أي تردد مهاجم أوروجواي لويس سواريز، لقد رأيته بلعب مع أياكس لكني لم أكن اخاله قادرا على رفع مستوى لعبه بهذه الطريقة.
كمدافع قديم، أي خط دفاع تراه الأفضل؟
بلا أدنى شك الدفاع البرازيلي، مع لوسيو وجوان في قلب الدفاع – من دون أن نذكر أولئك الجالسين على مقعد الاحتياط – ومايكون وباستوس على الطرفين، هناك موهبة وتكامل في كل مكان.
من مرشّحك للفوز؟
لا أعتقد أن الفوارق الفردية هي التي ستحدث الفرق، من بين المرشحين الذين يعرفهم الكل، أعتقد ان الفريق الذي سيجد التوازن بين العمليات الهجومية والدفاعية هو الذي سيرفع الكأس.
تفصيل سجلّك سيكون أمرا طويلا، ولكن نذكر أن تشيزاري مالديني استدعاك مجددا إلى المنتخب الوطني لتخوض كأس العام فرنسا 1998 وأنت في سن 34 عاما ونصف العام، بعد سبع سنوات من مباراتك الدولية الأخيرة. هل تعتقد أن أمرا كهذا يمكن أن يحدث اليوم؟
لا أعتقد. هذا مستحيل تقريباً. اللعبة صارت أسرع وطريقة التدريب تغيّرت كثيراً. ولكن الصحيح أيضاً أن هذا يتوقف على الثقة التي يمكن أن يمنحك إياها المدرّب.
ماذا تفعل منذ تقاعدك عام 1999؟
أقدم تعليقات على المباريات عبر التلفزيون، هذا أمر يمتعني كثيرا، وخصوصا عام 2006 حين فازت إيطاليا، عام 2008 درّبت اللاعبين الناشئين في الإنتر، ومنذ الموسم الماضي أهتم بتلامذة مدرسة كرة القدم في مونزا.
خضت أربعاً من كؤوس العالم FIFA. ما هي الذكرى الأجمل في نفسك؟
ذكرى 1982 بالطبع لأننا فزنا بالكأس، لكنني أحتفظ بذكرى عاطفية من عام 1990، حين نظّمنا الكأس على أرضنا وحملت شارة الكابتن، لكن مارادونا أتى ليفسد علينا فرحتنا. (1-1 وفازت الأرجنتين 4-3 بالركلات الترجيحية)
سنحت لك فرصة معاصرة عدد كبير من اجيال اللاعبين، أي لاعب أثر فيك اكثر؟
على الصعيد الرياضي لا شك في أنه ماركو فان باستن، كان الأذكى ومراقبته الأصعب، ومن زملائي في الإنتر لوثار ماتيوس وكارل هاينتس رومينيجه ورونالدو.
ومن هو أفضل مدافع عرفته؟
كان في ميلانو، ولكن ليس في الفريق المطلوب أعتقد ان بالولو مالديني كان لاعباً إستثنائياً، كان لي حظ اللعب إلى جانبه في المنتخب وضدّه في مباريات "الدربي" الميلانية، لذا أعرف عما أتكلم.
